مقالة جد مهمة و مفصلة - الشعور و اللاشعور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالة جد مهمة و مفصلة - الشعور و اللاشعور
الشعور
[center] Conscience
هو حدس نفسي يطلعنا على أحوالنا النفسية من دون واسطة خارجية ، أو هو وعي
الذات بما يجري داخلها من أفعال و انفعالات ، و يتناول السؤال مشكلة اساس
الحياة النفسية التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و علماء النفس
الاشكال: هل الشعور أساس الحياة النفسية ؟
ا- النظرية الكلاسيكية
/ يمثلها الفيلسوف الفرنسي ديكـارت . R.Descartes (1596-1650) صاحب
الاتجاه العقلي الذي جعل من الشعور أساسا للحياة النفسية و ما لا نشعر به
كما يرى فهو ليس منا و الدليل على ذلك :
أن
الانسان ثنائية جسم و نفس ، وأن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى
وجودها فهي تشعر بكل ما يجري داخلها أحوال و انفعالات ما عدى أفعال الجسم
الآلية كالدورة الدموية و انقسام الخلايا و نبضات القلب و حركة الرئتين
... يقول لا يوجد حياة نفسية خارج الروح الا الحياة الفيزيولوجية ، و ما
دام الإنسان ذات مفكرة فهو ذات شاعرة تعي وجودها يقول " أنا أفكر فأنا إذن
موجود" Je pense donc je suis »
إن
اللاشعور مرفوض من الناحية المنطقية على اساس اننا لا نستطيع أن نجمع بين
متناقضين ، عقل لا يعقل ، و نفس لا تشعر، إضافة الى ذلك أننا لا يمكن
البرهنة على اللاشعور بالحواس لأنه نفسي و لا بالعقل لأنه لا شعوري ، فليس
من المعقول أن نبرهن على شيئ و نحن لا نشعر به ، و ذهب البعض الى القول
(كل ما هو فكري واقعي و كل ما هو واقعي فكري )، و هذا يعني أن اللاشعور ما
دام غير فكري فهو غير واقعي .
النقد/
لو كنا نشعر بكل ما يجري داخلنا و نعي أسباب جميع أفعالنا فلما نغفل عن
أخطاء تافهة لا ندري كيف وقعنا فيها ،و لا ندري أحيانا لما نحب فلان و
نبغض فلان ففي نفوسنا نزوات خفية لا نعرف مصدرها و كم من ظاهرة تحدث
أمامنا تفلت عن مجال شعورنا كهدير البحر الذي نشعربه ككل و لا نشعر به
كأمواج جزئية ، و كذلك الفعل تحت تأثير العادة كما قال لايبنتز Leibnitz
يصبح لاشعوريا و الاصح أن نقول كل ما هو فكري واقعي ، و بعض ما هو واقعي
فكري لأن الكلية الموجبة تعكس الى جزئية إذن التسليم بفرضية اللاشعور له
ما يبرره.
اللاشعورL'inconscience
هو الجانب المظلم و العميق من النفس ، فيه تسجن الرغبات المكبوتة ، و منه
تنطلق النشاطات الخفية التي على الحياة النفسية عند المرضى و الأسوياء على
حد سواء
لقد ازدهرت
الدراسات التجريبية في اثبات اللاشعور على يد أطباء نفسانيين مثل ليبول و
برنهايم إثر معالجتهم لمرض الهيستريا Hysterie عن طريق التنويم المغناطيسي
Hypnose، فعلموا ان الهيستريا مرض نفسي و ليس عضوي و هو عبارة عن اضطرابات
عقلية و بدنية تعود في أصلها الى دوافع لاشعورية لا يدركها المريض ، و اذا
أخرجت الرغبة المكبوتة من ساحة اللاشعور الى ساحة الشعور زالت الأعراض
المرضية ، وة أحسن مثال على ذلك مريضة الدكتور جوزيف بروير J.Broyer كانت
فتاة ذكية في سن 21 ظهرت عليها سلسلة من الاضطرابات الجسمية و الذهنية
متراوحة في الخطورة ، فتشنجت يدها و رجلها اليمنيان مع فقدان الإحساس ، و
سعال عصبي شديد ، و عيف لكل طعام ، و عدم القدرة على الشرب عدة أسابيع رغم
العطش الشديد ، و كانت تصاب أحيانا بحالات غيبوبة و هذيان ، تتلفظ فيهما
ببعض الكلمات التي ترجع الى انشغالات قديمة ، فنومها برويرBroyer J.
تنويما مغناطيسيا ، و طلب منها إعادة تلك الكلمات ، فبدأت تشتكي من
مربيتها التي لم تكن تحبها ، ففلما طلبت منها ذات يوم كأس ماء ، أعطتها
الكأس الذي شرب منه *** هذه الأخيرة ، و هو حيوان مقيت ، و لم تقل شيئا
بمقتضى اللياقة ، فخيل إليها أنها شربت لعاب ال*** ، و بعد الانتهاء من
السرد أضهرت غضبها بعنف بعدما بقي مكظوما أنذاك ، ثم طلبت الشراب فشربت
كمية كبيرة من الماء ، و أفاقت من التنويم و الكأس بين شفتيها ، فكان
الاضطراب قد زال إلى الأبد
سيجموند فرويد S.Freud و أدلته في إثبات اللاشعور (1856-1939)
هو عالم نفساني نمساوي مختص في الأمراض العقلية من اهم مؤلفاته – مقدمة في
التحليل النفسي – تفسير الاحلام- لقد علم فرويد من تجارب برويرBroyer و
السابقين ان أن سلوك المنوم واقعي لكنه لاشعوري ، الا أنه قلل من اهمية
التنويم المغناطيسي لعدة اسباب منها ان المرض يعود للمريض من جديد بعد
فترة ، و أن بعض الاشخاص يبدون مقاومة شديدة يصعب تنويمهم ، فوضع طريقة
جديدة تدعى التحليل النفسي Psychanalyse ، التي تقوم على الحوار و التداعي
الحر للافكار بعد الاسئلة التي تطرح على المريض و المتعلقة باحلامه و
ميوله و رغباته و ذكرياته ..بهدف إخراج الرغبات المكبوتة في اللاشعور
فيصارعها من جديد الى غاية أن تزول الاعراض المرضية ، أما أدلة وجود
اللاشعور تتمثل في
االأحـــــلام Les Rêves :ان
الرغبات التي لم تجد النور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوال
مراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبة اللاشعورية التي تبعث الحلم يسميها
بالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كما يراه الحالم ، ثم يتذكره
فيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عن المتاعب النفسية
التي يعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثير الميول و
الرغبات ، و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي لباسا
اسودا لأنها ترغب في وفاة زوجها المسن ؛تى تعيد الزواج بشاب يسعدها ،
وأخرى ترى في الحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و
اخرى ترغب في إنجاب ولد فترى نفسها في الحلم تدخن..الخ النسيان L'Oublie : وراءه
رغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرح
كبرياءنا ، حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز
عن تشخيص مرضها ، و عندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنا
لانجاز الوعد /فلتات اللسان و زلات القلم و خطا الادراك ، مرتبطة
كلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل على ميلنا الحقيقي ، فعندما ننادي
شخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، و يروى عن رئيس برلمان
النمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفع الجلسة- بدل
افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائج الجلسة/ الإعــــــلاء
: هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن و المعرفة ، فما لم
يتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشاف العلمي ، و
نحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الى الشعور/ التقمص ،
عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لا شعوريا الى تقمص
شخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامح الخارجية
حتى يجلب الاهتمام النكت Les Blagues : الإنسان و هو يسخر
و ينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة
منفذا للخروج ، كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و
سخرية الإسقــــاط / فنحن نميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها
متواجدة عند الجميع ، فالغشاش يرى جميع الناس غشاشين ، والأناني يرى جميع
الناس أنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح ،بطريقة لاشعورية
يقول
فرويد ( إن اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي
لا تتمتع بشهادة الشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء)
و
يقسم فرويد الجهــــاز النفسي الى قوى ثلاثة ينتج عن العلاقة بينهما إما
التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها من أفعال و ردود
أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفق مبدأ
اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و
هو الجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما
تقتضيه القوانين الاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام
متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moi هو الساحة التي
يحتدم فيها الصراع بين الهو و الانا الأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو
لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباع رغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت
Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر في اللاشعور و تبقى حية محتفظة
بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و على السلوك ، و كلما وجدت
منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظة أو احلام
النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضية
و
يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هما غريزة الحياة أو
الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهي مصدر كل
لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر
، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند
الطفل الذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في
انتحار ، و دور المجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة
التخريب .
نقد و تقييم
/ لا ينكر أحد النتائج الايجابية التي حققها فرويد بواسطة التحليل النفسي
، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفس البشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن
من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجة المصابين بالعقد السيكولوجية
و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعل من اللاشعور مفتاحا
لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميع مشكلات النفس
البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافع التي
تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرهــــــــــا
لذلك لم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور
بالنقص و الرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر
أستاذه فرويد ، و راى أن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على
المنبسط لاهتمامه بالعالم الخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا
الى النظرية الجنسية . و هناك من رفض فرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب
العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في
مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل
الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما من رؤية
الحقيقـــــــــــــة ) (ج-ف)
خلاصة/
الحياة النفسية مركبة من شعور و لا شعور ، فالسلوك الذي نعجز عن تفسيره
بواسطة الشعور نضطر الى تفسيره بواسطة اللاشعور حتى يكون له دلالة و معنى
طريقة جدلية ....من اهم المقالات في الفلسفة في
باكالوريا الجزائر
[center] Conscience
هو حدس نفسي يطلعنا على أحوالنا النفسية من دون واسطة خارجية ، أو هو وعي
الذات بما يجري داخلها من أفعال و انفعالات ، و يتناول السؤال مشكلة اساس
الحياة النفسية التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و علماء النفس
الاشكال: هل الشعور أساس الحياة النفسية ؟
ا- النظرية الكلاسيكية
/ يمثلها الفيلسوف الفرنسي ديكـارت . R.Descartes (1596-1650) صاحب
الاتجاه العقلي الذي جعل من الشعور أساسا للحياة النفسية و ما لا نشعر به
كما يرى فهو ليس منا و الدليل على ذلك :
أن
الانسان ثنائية جسم و نفس ، وأن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى
وجودها فهي تشعر بكل ما يجري داخلها أحوال و انفعالات ما عدى أفعال الجسم
الآلية كالدورة الدموية و انقسام الخلايا و نبضات القلب و حركة الرئتين
... يقول لا يوجد حياة نفسية خارج الروح الا الحياة الفيزيولوجية ، و ما
دام الإنسان ذات مفكرة فهو ذات شاعرة تعي وجودها يقول " أنا أفكر فأنا إذن
موجود" Je pense donc je suis »
إن
اللاشعور مرفوض من الناحية المنطقية على اساس اننا لا نستطيع أن نجمع بين
متناقضين ، عقل لا يعقل ، و نفس لا تشعر، إضافة الى ذلك أننا لا يمكن
البرهنة على اللاشعور بالحواس لأنه نفسي و لا بالعقل لأنه لا شعوري ، فليس
من المعقول أن نبرهن على شيئ و نحن لا نشعر به ، و ذهب البعض الى القول
(كل ما هو فكري واقعي و كل ما هو واقعي فكري )، و هذا يعني أن اللاشعور ما
دام غير فكري فهو غير واقعي .
النقد/
لو كنا نشعر بكل ما يجري داخلنا و نعي أسباب جميع أفعالنا فلما نغفل عن
أخطاء تافهة لا ندري كيف وقعنا فيها ،و لا ندري أحيانا لما نحب فلان و
نبغض فلان ففي نفوسنا نزوات خفية لا نعرف مصدرها و كم من ظاهرة تحدث
أمامنا تفلت عن مجال شعورنا كهدير البحر الذي نشعربه ككل و لا نشعر به
كأمواج جزئية ، و كذلك الفعل تحت تأثير العادة كما قال لايبنتز Leibnitz
يصبح لاشعوريا و الاصح أن نقول كل ما هو فكري واقعي ، و بعض ما هو واقعي
فكري لأن الكلية الموجبة تعكس الى جزئية إذن التسليم بفرضية اللاشعور له
ما يبرره.
اللاشعورL'inconscience
هو الجانب المظلم و العميق من النفس ، فيه تسجن الرغبات المكبوتة ، و منه
تنطلق النشاطات الخفية التي على الحياة النفسية عند المرضى و الأسوياء على
حد سواء
لقد ازدهرت
الدراسات التجريبية في اثبات اللاشعور على يد أطباء نفسانيين مثل ليبول و
برنهايم إثر معالجتهم لمرض الهيستريا Hysterie عن طريق التنويم المغناطيسي
Hypnose، فعلموا ان الهيستريا مرض نفسي و ليس عضوي و هو عبارة عن اضطرابات
عقلية و بدنية تعود في أصلها الى دوافع لاشعورية لا يدركها المريض ، و اذا
أخرجت الرغبة المكبوتة من ساحة اللاشعور الى ساحة الشعور زالت الأعراض
المرضية ، وة أحسن مثال على ذلك مريضة الدكتور جوزيف بروير J.Broyer كانت
فتاة ذكية في سن 21 ظهرت عليها سلسلة من الاضطرابات الجسمية و الذهنية
متراوحة في الخطورة ، فتشنجت يدها و رجلها اليمنيان مع فقدان الإحساس ، و
سعال عصبي شديد ، و عيف لكل طعام ، و عدم القدرة على الشرب عدة أسابيع رغم
العطش الشديد ، و كانت تصاب أحيانا بحالات غيبوبة و هذيان ، تتلفظ فيهما
ببعض الكلمات التي ترجع الى انشغالات قديمة ، فنومها برويرBroyer J.
تنويما مغناطيسيا ، و طلب منها إعادة تلك الكلمات ، فبدأت تشتكي من
مربيتها التي لم تكن تحبها ، ففلما طلبت منها ذات يوم كأس ماء ، أعطتها
الكأس الذي شرب منه *** هذه الأخيرة ، و هو حيوان مقيت ، و لم تقل شيئا
بمقتضى اللياقة ، فخيل إليها أنها شربت لعاب ال*** ، و بعد الانتهاء من
السرد أضهرت غضبها بعنف بعدما بقي مكظوما أنذاك ، ثم طلبت الشراب فشربت
كمية كبيرة من الماء ، و أفاقت من التنويم و الكأس بين شفتيها ، فكان
الاضطراب قد زال إلى الأبد
سيجموند فرويد S.Freud و أدلته في إثبات اللاشعور (1856-1939)
هو عالم نفساني نمساوي مختص في الأمراض العقلية من اهم مؤلفاته – مقدمة في
التحليل النفسي – تفسير الاحلام- لقد علم فرويد من تجارب برويرBroyer و
السابقين ان أن سلوك المنوم واقعي لكنه لاشعوري ، الا أنه قلل من اهمية
التنويم المغناطيسي لعدة اسباب منها ان المرض يعود للمريض من جديد بعد
فترة ، و أن بعض الاشخاص يبدون مقاومة شديدة يصعب تنويمهم ، فوضع طريقة
جديدة تدعى التحليل النفسي Psychanalyse ، التي تقوم على الحوار و التداعي
الحر للافكار بعد الاسئلة التي تطرح على المريض و المتعلقة باحلامه و
ميوله و رغباته و ذكرياته ..بهدف إخراج الرغبات المكبوتة في اللاشعور
فيصارعها من جديد الى غاية أن تزول الاعراض المرضية ، أما أدلة وجود
اللاشعور تتمثل في
االأحـــــلام Les Rêves :ان
الرغبات التي لم تجد النور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوال
مراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبة اللاشعورية التي تبعث الحلم يسميها
بالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كما يراه الحالم ، ثم يتذكره
فيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عن المتاعب النفسية
التي يعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثير الميول و
الرغبات ، و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي لباسا
اسودا لأنها ترغب في وفاة زوجها المسن ؛تى تعيد الزواج بشاب يسعدها ،
وأخرى ترى في الحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و
اخرى ترغب في إنجاب ولد فترى نفسها في الحلم تدخن..الخ النسيان L'Oublie : وراءه
رغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرح
كبرياءنا ، حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز
عن تشخيص مرضها ، و عندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنا
لانجاز الوعد /فلتات اللسان و زلات القلم و خطا الادراك ، مرتبطة
كلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل على ميلنا الحقيقي ، فعندما ننادي
شخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، و يروى عن رئيس برلمان
النمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفع الجلسة- بدل
افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائج الجلسة/ الإعــــــلاء
: هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن و المعرفة ، فما لم
يتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشاف العلمي ، و
نحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الى الشعور/ التقمص ،
عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لا شعوريا الى تقمص
شخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامح الخارجية
حتى يجلب الاهتمام النكت Les Blagues : الإنسان و هو يسخر
و ينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة
منفذا للخروج ، كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و
سخرية الإسقــــاط / فنحن نميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها
متواجدة عند الجميع ، فالغشاش يرى جميع الناس غشاشين ، والأناني يرى جميع
الناس أنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح ،بطريقة لاشعورية
يقول
فرويد ( إن اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي
لا تتمتع بشهادة الشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء)
و
يقسم فرويد الجهــــاز النفسي الى قوى ثلاثة ينتج عن العلاقة بينهما إما
التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها من أفعال و ردود
أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفق مبدأ
اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و
هو الجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما
تقتضيه القوانين الاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام
متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moi هو الساحة التي
يحتدم فيها الصراع بين الهو و الانا الأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو
لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباع رغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت
Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر في اللاشعور و تبقى حية محتفظة
بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و على السلوك ، و كلما وجدت
منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظة أو احلام
النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضية
و
يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هما غريزة الحياة أو
الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهي مصدر كل
لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر
، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند
الطفل الذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في
انتحار ، و دور المجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة
التخريب .
نقد و تقييم
/ لا ينكر أحد النتائج الايجابية التي حققها فرويد بواسطة التحليل النفسي
، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفس البشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن
من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجة المصابين بالعقد السيكولوجية
و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعل من اللاشعور مفتاحا
لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميع مشكلات النفس
البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافع التي
تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرهــــــــــا
لذلك لم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور
بالنقص و الرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر
أستاذه فرويد ، و راى أن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على
المنبسط لاهتمامه بالعالم الخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا
الى النظرية الجنسية . و هناك من رفض فرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب
العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في
مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل
الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما من رؤية
الحقيقـــــــــــــة ) (ج-ف)
خلاصة/
الحياة النفسية مركبة من شعور و لا شعور ، فالسلوك الذي نعجز عن تفسيره
بواسطة الشعور نضطر الى تفسيره بواسطة اللاشعور حتى يكون له دلالة و معنى
طريقة جدلية ....من اهم المقالات في الفلسفة في
باكالوريا الجزائر
manar- مشرفة
- الجنس :
المزاج :
العمر : 34
عدد الرسائل : 21
تاريخ الميلاد : 17/08/1990
مستوي تعليمي : ادرس العام المقبل باكالوريا
نقاط التميز : 2163416647
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
احترام المنتدى :
عارضة الطاقة :
aitlahcen.abdellatif- المدير العام
- الجنس :
المزاج :
العمر : 32
عدد الرسائل : 617
تاريخ الميلاد : 05/05/1992
مستوي تعليمي : bac
نقاط التميز : 2165312647
تاريخ التسجيل : 14/08/2008
احترام المنتدى :
عارضة الطاقة :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى