صناعة الصابون

من إعداد التلميذ:
نور الدين الحرفاوي. القسم:ج. م. ع. 12





تقديم:
عرف الإنسان صناعة الصابون منذ أكثر من ألفي عام، وقد استخدم زيت الزيتون وبعض الزيوت النباتية والحيوانية المختلفة لصناعته، ومن أشهر المدن التي اشتهرت بصناعة الصابون، بومبي وبعض المدن الايطالية وطرابلس ونابلس وحلب، وحتى وقت قريب، كان الصابون يصنع في المنازل.
وتدل الدراسات التاريخية، أن سكان مناطق غرب أوروبا قد صنعوا أنواع بدائية من الصابون، حيث كان يتم خلط شحوم الخنازير برماد بعض النباتات التي تحتوي على الصودا، وقد أطلقوا على هذا النوع من الصابون سام سابو، ومنها تم اشتقاق كلمة صابون.
وقد واجهت صناعة الصابون عقبة الحصول على الصودا، وقد استخرجت مادة الصودا من الأخشاب ومن بعض الأعشاب البحرية، وكانت عملية استخراجها مكلفة وبطيئة، ولذلك فقد أعلنت الأكاديمية الفرنسية للعلوم في عام 1775 عن جائزة مالية لمن يكتشف طريقة لتحضير الصودا بشكل سهل وغير مكلف، وقد استطاع نيكولا ليبلان من تحضير الصودا بالملح، وقد افتتح مصنعا لتصنيع الصابون، إلا أن ليبلان لم يحصل على هذه الجائزة بسبب اندلاع الثورة الفرنسية، وأعقب ذلك اعتبار أن هذا الابتكار ملك للشعب وبالتالي ألغيت الجائزة وعاش ليبلان بفقر مدقع انتحر على اثر ذلك.
وقد شهدت صناعة الصابون تطورات كثيرة واكبت التطور والتقدم في مجال علم الكيمياء، وهي تقوم أساسا على معالجة الزيت أو الدهن بقاعدة مائية كهيدروكسيد الصوديوم، مما ينجم عنه عملية تميؤ، أي انفصال الجليسرول وتكون مخلوط من أملاح الصوديوم للأحماض الدهنيه، ويكن إجراء هذه العملية على دهن أو زيت أو استر كربوكسيلي، ويطلق عليها عملية التصبن Saponi fication.
أنواع الصابون:
للصابون أنواع كثيرة ومتعددة، ومن أهمها:
1. الصابون الصلب والذي يحضر من الزيوت والدهون المحتوية على نسبة مرتفعة من الأحماض المشبعة، وتتم عملية التصبن مع هيدروكسيد الصوديوم.
2. الصابون شبه السائل، ويصنع من زيت بذر الكتان وزيت بذر القطن وزيت السمك، وتتم عملية التصبن مع هيدروكسيد البوتاسيوم.
3. الصابون الصلب أو الصابون البحري، وينتج من زيت جوز الهند، حيث يتكون صابون غير قابل للذوبان في الماء العذب، إلا انه يرغي في الماء المالح.
4. الصابون الشفاف، ويستخدم زيت الخروع وزيت جوز الهند عالي الجودة والشحوم.
5. الصابون الفاخر أو صابون القشتالي، وهذا النوع من الصابون تتم صناعته من زيت الزيتون، علما بان المكون الرئيس لزيت الزيتون الاستر الثلاثي مع حامض الأولييك.
6. صابون الحلاقة، ويتميز بأنه صابون لين وهو يحتوي على بوتاسيوم وصوديوم وحمض سيتاريك.
7. كريم الحلاقة، ويصنع من صابون الحلاقة وزيت جوز الهند.
قدرة الصابون على التنظيف
يعود السبب في قدرة الصابون على التنظيف إلى بناءه الجزيئي، إذ يحتوي على جزء هيدروكربوني طويل نافر من الماء Hydrophobic وطرف آخر مشحون ميال للماء، وعند خلط الصابون بالماء للغسيل، تحيط هذه الجزيئات بحبات الدهن، حيث تنغمس أطرافها الهيدروكربونية فيها، بينما الأطراف المشحونة تكون باتجاه الماء مكونة ما يسمى بالميسيل Micelle، وبسبب بروز الأطراف السالبة نحو سطح الميسيلات، فإنها تتنافر وتبقى متباعدة، وهذا يساعد الماء على الذهاب بعيدا عن الجزء الذي يغسل.

طرق صناعة الصابون انطلاقا من الزيت و الصودا:
تتم صناعة الصابون بطريقتين، الباردة أو الساخنة.




الطريقة الباردة لصناعة الصابون:
يتم تحضير محول مركز من هيدروكسيد الصوديوم NaOHبتركيز 1M، ويتم وضع 100 مل من الزيت في كأس زجاجي سعة 500 مل ويضاف إليه 40 مل من هيدروكسيد الصوديوم، ويحرك المزيج حتى يصبح غليظ القوام، يصب بعد ذلك المزيج السابق في قوالب خاصة، وتغطى وتترك حتى تتجمد.

الطريقة الساخنة لصناعة الصابون:
لا تختلف كثيرا هذه الطريقة عن الطريقة السابقة، باستثناء عملية التسخين وإضافة الملح، حيث يحضر محول هيدروكسيد الصوديوم NaOHبتركيز 1M، ويتم وضع 10 مل من محلول هيدروكسيد الصوديوم في كأس زجاجي سعة 500 مل وتسخينه، يضاف بعد ذلك 100 مل من الزيت إلى محلول هيدروكسيد الصوديوم الساخن مع التحريك المستمر، ثم يضاف 30 مل من محلول هيدروكسيد الصوديوم مع الاستمرار بالتحريك والتسخين حتى يغلي المزيج، ثم يضاف 40 مل من ملح الطعام مع الاستمرار بالتسخين، يلاحظ تكون طبقتين، علوية وهي الصابون، حيث يتم فصلها وصبها في قوالب وتغطى لكي تتجمد.