لن أستسلم.وسأتغير

كثيراا ما نقع في أخطاء,وأحيانا أخطاء قاتلة و عويصة,وكثيراا ما نعجز ونتهاون نتيجة ثمار ذاك الخطأ الذي شق طريقنا,وعوق مسيرتنا,فنجده جالس وحيد حزين,ملّ نفسه,وكره الدنيا من حوله,لماذا,,,؟

لأنه أمهل الزمن,فمتد شعوره لإمتداد غير طبيعي,فبلغ درجة من اليأس والقنوط,,,

لأنه لا يملك الإرادة,لتجاوز ما هو عليه,,,

لا يملك الصبر والمثابرة لتجاوز ما حل به من حلل,,,

لأنه ضعيف أمام شهوته,لا يملك قدرة المقاومة,,,

لأنه زاغ عن طريق الله,ولم يتشبع بقوله"
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "



لأنه لا يتفائل خيرا,بل يتشائم شرا,,,
لأنه لا يفكر,ينام عن معصية,ناسيا أن النوم موتة صغيرة,يمكن أن تستفيق منها,ويمكن أن تستفيق في أهوال القبر,,,

تستفيق على وقع تلك العيون المُخيفة لمنكر ونكير,,,؟؟؟وحيدا لا مؤنس يمتصح آهاات قلبك,,,ويُلملم جراح صدرك ومصيرك

يقول الله تعالى:

"اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"

نمت على معصية,ولم تسلم مكر الله,فمت والله غاضب عنك,,,؟

ما مصيرك,,,ستشقى شقاءا لا مثيل له,وستندم حيث لا ينفع الندم,,,؟

لا تنم وأنت عاصي,فلربما,,,,,,,تكون آخر ليلة لك في الدنيااا,,,

.................

فأحبتي في الله كلنا خلقنا من كبد,فلا أحد لا يخطأ.ولا أحد لا يقع في معاصي الدنيا,,,

وكلنا وقعنا في زلات يُندى لها الجبين,وفي ذنوب كبيرة تحرك الجبال,,,وتُدمي القلوب,,

هل هذا يعني:

أن نستسلم ونستكين,ونتمشى كالقطيع وراء الشيطان,,

أن ننتحر,ونتمنى الموت,ونمل الحياة,ونعيش حياة ضنكا بائسة مقيتة

أهذا ما تستطيع فعله....

ألا تستطيع التوبة:

التوبة:ذاك البلسم المُطَمئن للقلوب,المحي لصدور,المنير لضمير الحي,,,ذاك الشيء الذي به نتصالح مع الله

أتعلم أيها الحبيب أن الله يفرح بتوبة عبده,ويباهي ملائكته بتوبتك,أنت,, أنا,,,

أنت تُفرح الله جلّ وتعالى,بمعنى,يــُحبك الله,,,

ما ذا لو دعاك أحد الملوك لمؤدبة,كيف ستكون,كيف سيمر يومك,كيف ستحس,,,

ما بالك,الله سبحانه ملك الملوك,خالقك وخالق هذا الكون العجيب,يدعوك لتوبته,ليدخلك جنته,,,؟؟؟,,

عندما تتخلل عينك ومضات من ماء,تسقط على الأرض,لا لشيء,إنما خشية من الله وخوفا منه

عندما تدمع عينك,لا لشيء,إنما إشتياقا لله وطلبا في عفوه ومغفرته,ووسع رحمته,,

عندما تنذرف دموع من هنا وهناك,بدون إرادتك,تردد,كن معي يا ربي لا تتركني,ثبتني,عيشني في رضاك

فيا لها من لحضات,وما أسعدك من قلب تعلق بخالقه,,,

ماذا تنتظر,,,؟؟

شُدّ رحال عزيمتك,وحقائب صدق نيتك,وما بحوزتك من مقاومة,وتسلح بالصبر,,,الصبر,,

فإن أخطأت في الصباح تب في الليل,وهكذا,تعود على التوبة,,,تعوّد,,,مع الإصرار على عدم الرجوع لذنب,,,

وهكذا سيشع نور يدلك إلى الطريق الصحيح ,ويُؤنبك إذا زغت وزلت قدمك,,,

لا تكن:

من اللذين أعرضوا عن لله,فنجدهم ساعات أمام التلفاز و الحديث الفارغ,وإذا قام لصلاة كأنما يصعد في السماء,يتثاقل قلبه,,,

إسئل نفسك:

من الأول عندي:

البنات,الشهوة, كرة القدم, المستقبل,,النقود,ة شقة ضخمة وسيارة ....

أم الله,ورضاه,وجنته,,,؟؟

إختر شيئا واحدا,فقلبك لن يتسع لشيئين,,,؟



وأُنهي كلامي بقصة:



منذ زمن كان في عهد سيدنا موسى رجل من بني إسرائيل عاص لله ولم يترك الذنوب لمدة أربعين سنة, وقتها انقطع المطر ولم يعد هناك خير, فوقف سيدنا موسى وبنوا إسرائيل ليصلوا صلاة الاستسقاء, ولا ينزل المطر،فسأل موسى الله، فقال له الله: "لن ينزل المطر, فبينكم عبد يعصيني منذ أربعين سنة, فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء", فقال موسى: "وماذا نفعل"؟ فقال الله: "أخرجوه من بينكم فإن خرج من بينكم نزل المطر". فدعا موسى وقال: "يا بني إسرائيل.. بيننا رجل يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته منع المطر من السماء ولن ينزل المطر حتى يخرج"، فلم يستجب العبد ولم يخرج، وأحس العبد بنفسه وقال: يا رب، أنا اليوم إذا خرجت بين الناس فضحت وإن بقيت سنموت من العطش, يا رب ليس أمامي إلا أن أتوب إليك وأستغفرك, فاغفر لي واسترني"، فنزل المطر! فقال موسى: "يا رب.. نزل المطر ولم يخرج أحد"! فقال الله: "نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني أربعين سنة", فقال موسى: "يا رب دلني عليه لأفرح به", فقال الله له: "يا موسى يعصيني أربعين سنة وأستره, أيوم يتوب إلي أفضحه؟؟

وسأل نفسك:

كم مرة سترك الله,,,؟؟

لهذا غير حياتك,حاول تغير نفسك,حالك,عش حياتك كأنك تعيش أبدا,,وإعمل لأخرتك كأنك تموت غدا,,,

ولا تيأس,فتقنط,وتذهب عزيمتك,فيضحك عليك الأعداء,,,

تقوى,وإصبر,وجدد عزيمتك,وأخلص سريرتك,,,

في أمان الله