النظرية الفيزيائية عند إنشطين
2 مشترك
منتديات بساتين :: دروس وملخصات :: الفزياء :: ثانوي :: سنة تانية بكالوريا
صفحة 1 من اصل 1
النظرية الفيزيائية عند إنشطين
الفيزياء النظرية التصورية
تنقسم الفيزياء إلى ثلاثة أقسام هي الفيزياء التطبيقية، والفيزياء النظرية الرياضية، والفيزياء النظرية التصورية وعن هذه الفيزياء يقول (ميشيوكاكو): "فقد ألمح أينشتاين في إحدى المرات إلى أنه في إطار النسبية قام بتوزيع الساعات في كل مكان في الكون، وكانت كل ساعة تدور بإيقاع مختلف، لكنه لم يكن قادراً على شراء ساعة لمنزله. كشف أينشتاين بذلك عن الطريقة التي أوصلته إلى مكتشفاته العظيمة لقد فكر على الدوام بدلالة التصورات الفيزيائية، أما الرياضيات فقد كانت في المرتبة التالية، بالغاً ما بلغت من التعقيد أو البساطة، واقتصر استخدامها على ترجمة تلك التصورات إلى جمل محكمة. اعتقد أينشتاين بالضرورة القصوى أن تكون تلك التصورات بسيطة ومتسقة إلى الحد الذي يستطيع فهمها غير المختصين، فقد يكون الجهاز الرياضي غامضاً، لذا يتوجب على الصورة الفيزيائية أن تكون أولاً دائماً. لاحظ أحد مؤرخي أينشتاين قائلاً: (كان أينشتاين ينطلق دائماً من أبسط الأفكار الممكنة، ثم يعمد إلى توصيف كامل لرؤيته للمسألة ليضعها بعدئذٍ في السياق المناسب. كان هذا التناول الحدسي أشبه برسم لوحة، كانت تلك خبرة علمتني الفارق بين المعرفة والفهم). كان أينشتاين أقدر من الآخرين على الرؤية البعيدة، إن لم يكن لسبب فلأنه كان حاد البصيرة، وكان يرى كل شيء بدلالة الصور الفيزيائية البسيطة. لقد قادت التشكيلات التصورية العظيمة أينشتاين إلى طرح نظريته النسبية، وبقي أينشتاين لثلاثة عقود مرجعاً أعلى في الفيزياء، لأن تصوراته الفيزيائية وقابلياته الفكرية لم تكن لتهفو على الإطلاق. لكن المؤسف أن أينشتاين هجر طريقته هذه في العقود الثلاثة الأخيرة من حياته مفضلاً الرياضيات الغامضة البالغة التعقيد على تصوراته الفيزيائية الواضحة، ولعله فشل بسبب ذلك في ابتكار نظرية المجال المُوَحَّدِ. كان أينشتاين مدركاً بالطبع حاجته لمبدأ فيزيائي مرشد، كتب مرة يقول: (أعتقد أن التقدم الحقيقي يفرض على المرء استخلاص مبدأ عام من الطبيعة). ومهما يكن من أمر، لم يستطع أينشتاين استخلاص المبدأ المطلوب رغم ما بذله من جهد، لذا أخذت المفاهيم المجردة تستحوذ عليه أكثر فأكثر، كمفهوم الهندسات "الملتفة"، وهي بنى رياضية بالغة الغرابة عارية من أي مضمون فيزيائي، هكذا أخفق العالم الكبير في النهاية بأن يصوغ نظرية المجال الموحد التي كان مقدراً لها أن تستقطب كل أعماله، لأنه انحرف عن نهجه الأصلي"( ) ويصف (ميشيوكاكو) أيضاً منهج (شيلدون غلاشو) بقوله: "قد يكون غلاشو من طراز ثوري فوضوي، لكن الأسلوب الذي يستخدمه في صياغة أفكاره يعتمد مقارعة الأفكار الجديدة دائماً مهما بدت مستحيلة ولا معقولة، لأن بعضها سيكون قفزات أصيلة في الفيزياء بلا شك، إنه يعول على الآخرين لإسقاط الأفكار الخاطئة، لكنه يمتلك على الرغم من ذلك مقدرة على الحدس المبدع يفتقدها الكثر. أن يكون الشخص لامعاً هو شرط غير كافٍ في الفيزياء النظرية، ذلك أن المطلوب من الفيزيائي أن يكون قادراً على توليد الأفكار الخلاقة الضرورية لعملية الكشف العلمي، وإن كانت تلك الأفكار غريبة"( ) ويصف (بانيشُ هوفمان) الفيزيائيَ النظريَّ بأنه "يقوم بعمله ويمسك بأدواته: الورقة والقلم، ويعالج بعقله تجاربه التي يجريها على الأفكار والخواطر دون أن تنقصه طبعاً الموهبة في الوصول إلى نتائج صالحة انطلاقاً من مقدمات (قد يقرون فيما بعد بأنها غير صالحة) فهو يتحلى بالحدس والإلهام، وقد يهتدي بالظن أو بطريق مؤشر غامض أو بتشبيه إجمالي أو بتخمين جريء، فهو في جميع الأحوال يصوغ فرضيات عمله بكل ما يقع تحت يده، ويهتدي ببصيرة الحدس الإلهي، ويتتبع بكل جرأة أدنى بصيص أمل يمكن أن ينتهي به إلى اكتشاف السبيل المؤدي إلى الحقيقة. إن في ارتقاء الكم إلى تلك المكانة السامية في العلم الحديث وفي الفلسفة قصةً ما كانت لتصدق في أغلب الأحوال، ففيها تسير المأساة جنباً إلى جنب مع المغامرة العظيمة إنها قصة مضطربة دون ترتيب، ولكن تحت هذا العماء والفوضى ينكشف شيئاً فشيئاً بناءٌ رائعٌ فخم وكل اكتشاف مهما بدا في الظاهر خارجاً عن الموضوع وعارٍ من كل مدلول، لا بد سيجد مكانه المناسب المقدر له في مجموع هذه المتاهة المعقدة التي ستسفر في نهاية الأمر عن أعظم اكتشافات العقل البشري التي سيخلدها التاريخ.
تنقسم الفيزياء إلى ثلاثة أقسام هي الفيزياء التطبيقية، والفيزياء النظرية الرياضية، والفيزياء النظرية التصورية وعن هذه الفيزياء يقول (ميشيوكاكو): "فقد ألمح أينشتاين في إحدى المرات إلى أنه في إطار النسبية قام بتوزيع الساعات في كل مكان في الكون، وكانت كل ساعة تدور بإيقاع مختلف، لكنه لم يكن قادراً على شراء ساعة لمنزله. كشف أينشتاين بذلك عن الطريقة التي أوصلته إلى مكتشفاته العظيمة لقد فكر على الدوام بدلالة التصورات الفيزيائية، أما الرياضيات فقد كانت في المرتبة التالية، بالغاً ما بلغت من التعقيد أو البساطة، واقتصر استخدامها على ترجمة تلك التصورات إلى جمل محكمة. اعتقد أينشتاين بالضرورة القصوى أن تكون تلك التصورات بسيطة ومتسقة إلى الحد الذي يستطيع فهمها غير المختصين، فقد يكون الجهاز الرياضي غامضاً، لذا يتوجب على الصورة الفيزيائية أن تكون أولاً دائماً. لاحظ أحد مؤرخي أينشتاين قائلاً: (كان أينشتاين ينطلق دائماً من أبسط الأفكار الممكنة، ثم يعمد إلى توصيف كامل لرؤيته للمسألة ليضعها بعدئذٍ في السياق المناسب. كان هذا التناول الحدسي أشبه برسم لوحة، كانت تلك خبرة علمتني الفارق بين المعرفة والفهم). كان أينشتاين أقدر من الآخرين على الرؤية البعيدة، إن لم يكن لسبب فلأنه كان حاد البصيرة، وكان يرى كل شيء بدلالة الصور الفيزيائية البسيطة. لقد قادت التشكيلات التصورية العظيمة أينشتاين إلى طرح نظريته النسبية، وبقي أينشتاين لثلاثة عقود مرجعاً أعلى في الفيزياء، لأن تصوراته الفيزيائية وقابلياته الفكرية لم تكن لتهفو على الإطلاق. لكن المؤسف أن أينشتاين هجر طريقته هذه في العقود الثلاثة الأخيرة من حياته مفضلاً الرياضيات الغامضة البالغة التعقيد على تصوراته الفيزيائية الواضحة، ولعله فشل بسبب ذلك في ابتكار نظرية المجال المُوَحَّدِ. كان أينشتاين مدركاً بالطبع حاجته لمبدأ فيزيائي مرشد، كتب مرة يقول: (أعتقد أن التقدم الحقيقي يفرض على المرء استخلاص مبدأ عام من الطبيعة). ومهما يكن من أمر، لم يستطع أينشتاين استخلاص المبدأ المطلوب رغم ما بذله من جهد، لذا أخذت المفاهيم المجردة تستحوذ عليه أكثر فأكثر، كمفهوم الهندسات "الملتفة"، وهي بنى رياضية بالغة الغرابة عارية من أي مضمون فيزيائي، هكذا أخفق العالم الكبير في النهاية بأن يصوغ نظرية المجال الموحد التي كان مقدراً لها أن تستقطب كل أعماله، لأنه انحرف عن نهجه الأصلي"( ) ويصف (ميشيوكاكو) أيضاً منهج (شيلدون غلاشو) بقوله: "قد يكون غلاشو من طراز ثوري فوضوي، لكن الأسلوب الذي يستخدمه في صياغة أفكاره يعتمد مقارعة الأفكار الجديدة دائماً مهما بدت مستحيلة ولا معقولة، لأن بعضها سيكون قفزات أصيلة في الفيزياء بلا شك، إنه يعول على الآخرين لإسقاط الأفكار الخاطئة، لكنه يمتلك على الرغم من ذلك مقدرة على الحدس المبدع يفتقدها الكثر. أن يكون الشخص لامعاً هو شرط غير كافٍ في الفيزياء النظرية، ذلك أن المطلوب من الفيزيائي أن يكون قادراً على توليد الأفكار الخلاقة الضرورية لعملية الكشف العلمي، وإن كانت تلك الأفكار غريبة"( ) ويصف (بانيشُ هوفمان) الفيزيائيَ النظريَّ بأنه "يقوم بعمله ويمسك بأدواته: الورقة والقلم، ويعالج بعقله تجاربه التي يجريها على الأفكار والخواطر دون أن تنقصه طبعاً الموهبة في الوصول إلى نتائج صالحة انطلاقاً من مقدمات (قد يقرون فيما بعد بأنها غير صالحة) فهو يتحلى بالحدس والإلهام، وقد يهتدي بالظن أو بطريق مؤشر غامض أو بتشبيه إجمالي أو بتخمين جريء، فهو في جميع الأحوال يصوغ فرضيات عمله بكل ما يقع تحت يده، ويهتدي ببصيرة الحدس الإلهي، ويتتبع بكل جرأة أدنى بصيص أمل يمكن أن ينتهي به إلى اكتشاف السبيل المؤدي إلى الحقيقة. إن في ارتقاء الكم إلى تلك المكانة السامية في العلم الحديث وفي الفلسفة قصةً ما كانت لتصدق في أغلب الأحوال، ففيها تسير المأساة جنباً إلى جنب مع المغامرة العظيمة إنها قصة مضطربة دون ترتيب، ولكن تحت هذا العماء والفوضى ينكشف شيئاً فشيئاً بناءٌ رائعٌ فخم وكل اكتشاف مهما بدا في الظاهر خارجاً عن الموضوع وعارٍ من كل مدلول، لا بد سيجد مكانه المناسب المقدر له في مجموع هذه المتاهة المعقدة التي ستسفر في نهاية الأمر عن أعظم اكتشافات العقل البشري التي سيخلدها التاريخ.
noureddine- المراقب العام
- الجنس :
المزاج :
العمر : 26
عدد الرسائل : 12
تاريخ الميلاد : 17/09/1997
مستوي تعليمي : السنة التانية
نقاط التميز : 2162012647
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
احترام المنتدى :
عارضة الطاقة :
aitlahcen.abdellatif- المدير العام
- الجنس :
المزاج :
العمر : 32
عدد الرسائل : 617
تاريخ الميلاد : 05/05/1992
مستوي تعليمي : bac
نقاط التميز : 2164724647
تاريخ التسجيل : 14/08/2008
احترام المنتدى :
عارضة الطاقة :
منتديات بساتين :: دروس وملخصات :: الفزياء :: ثانوي :: سنة تانية بكالوريا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى